تعود الحياة تدرجياً في بلدة الباغوز آخر جيب لمرتزقة داعش في ريف دير الزور الشرقي بعد تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 23 مارس 2019 الماضي.
خلّف التنظيم آلات الحرب بأشكال مختلفة من خلال زرع الألغام في المناطق الخارجة عن سيطرتها واستخدام المدنيين دروعاً بشرية لردع الهجمات مما تسبب بمقتل الآلاف من المدنيين ودفنهم بطريقة عشوائية وسط تقاعس المنظمات العالمية والإنسانية لانتشال الجثث في مناطق متفرقة في الباغوز.
وكان التنظيم الإرهابي داعش يغذي الشعور بالرعب في مناطق سيطرته من خلال إعدامات وحشية وعقوبات يطبقها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضه من قطع الأطراف إلى القتل بإطلاق الرصاص أو الرجم أو قطع الرأس مما شكل مقابر جماعية مجهولة تضم رفات عدد غير محدد من الأشخاص.
وبالصد ذاته أجرت وكالة فرات للأنباء ANF لقاءً مع مدير مشروع الفرات في منطقة الباغوز عبدلله المخلف استهل بحديثه قائلاً: "عمد التنظيم على قتل الآلاف من المدنيين مما أدى للانتشار الكبير للمقابر الجماعية في عموم المنطقة وتفشي الأمراض الخطيرة من خلال الانتشار العشوائي والكبير للجثث في مقابر عشوائية في المناطق النائية.
وأضاف عبدلله المخلف "بسبب المجازر التي ارتكبت في الباغوز هناك 5 آلاف من الجثث منتشرة على كامل مقابر الباغوز الفوقاني آخر جيب لمرتزقة داعش التي تعد من أكثر المناطق انتشاراً للمقابر الجماعية وهي معظمها مدفونة بطريقة عشوائية وغير شرعية داخل المناطق الزراعية، حيث يبلغ عدد المقابر بكل من "باغوز فوقاني، وباغوز تحتاني، المراشدة" أكثر من 8 مقابر في الوقت الراهن".
وأشار المخلف إلى أنه وفي "ظل العودة المستمرة للأهالي تم الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المناطق الزراعية، وهي معظمها تتبع لمرتزقة داعش، ويتم التعرف عليها من خلال السترات العسكرية التي يرتدونها".
وطالب المخلف من المنظمات الانسانية والعالمية، قائلاً: "نطالب المنظمات الإنسانية والعالمية والمجالس المحلية بالنظر والكشف عن المقابر الجماعية المنتشرة في عموم المنطقة وهناك إحصائية تشير إلى أكثر من 5 آلاف جثة موجودة بحسب مصادر من داخل القرى والبلدات التي تم تحريرها من مرتزقة داعش".